لماذا يعد السوق العربي للبيع والشراء عبر الإنترنت ضعيف ؟

 فكرة الشراء عبر الإنترنت تعتبر نسبياً فكرة قديمة فبدأت بالإنتشار منذ ما يقارب الـ 30 عاماً لكن الأمر لم يأخذ قوته الحقيقة في تلك الفترة بالرغم من انطلاق شركة أمازون العملاقة عام 1994 لكن لا نستطيع ان نقول ان الأمر أصبح حدث عالمي 

إلا منذ حوالي الـ 15 سنة وذلك بعدما انطلق موقع سوق في الوطن العربي بسنتين فقد انطلق في عام 2005 لكن لم تنشط العمليات عبره ويبدأ فعلياً اعتباره موقع معروف إلا ربما بعد ذلك بسنتين

وبالرغم ان هناك عمليات تداول للأموال قبل هذا في الوطن العربي عبر شراء الدومينات والإستضافات الخاصة بالمواقع لكن ما تزال تلك العمليات كانت قاصرة على فئة بسيطة من المستخدمين

لماذا يعد السوق العربي للبيع والشراء عبر الإنترنت ضعيف ؟

لكن بإفتتاح مواقع مثل سوق والتي تحتوي سلع مهمة يستخدمها الناس في حياتهم اليومية وانتشار ثقافة الشراء في حد ذاتها داخل منطقة الوطن العربي استراتيجياً هذا فتح الباب امام كل انواع الشراء لأى فئة من الناس سواء كانت الدومينات او الإستضافات الى التصاميم الى توظيف المستقلين

كل هذا بدأ مع انتشار مواقع تحتوي سلع يحتاجها الإنسان العادي لأنه لو كان البيع والشراء معتمد فقط على المنتجات الإلكترونية ما تحرك التسوق عبر الإنترنت نهائياً ولظل أمر خاص بفئة معينة من المستخدمين

لماذا الى الآن يعتبر التسوق الإلكتروني ضعيف في الوطن العربي؟

لا نستطيع أن نقول ذلك على اطلاقه بل نستطيع تقسيم الأمر لدول غنية ودول فقيرة 

الدول الغنية مثل دول الخليج تعتبر من أقوى الأسواق العالمية للتسوق عبر الإنترنت وتنافس كبرى الدول

لماذا هناك دول غربية لا تعتبر غنية ومع ذلك التسوق عبر الإنترنت بها مرتفع؟

هنا سيرجع لثلاث أسباب رئيسية

1- التخلف التكنولوجي

ما تزال هناك دول كثيرة عربية متخلفة تكنولوجيا قد تسير فترة طويلة حتى تجد ماكينة ATM 

بل قد تجدها فارغة من الأموال او معطلة

نادراً ما تجد وسائل دفع الكترونية عند محلات البقالة العادية 

لكن ما دخل هذا بالتسوق الإلكتروني ؟

عندما يكون الإستخدام للبطاقات الإلكترونية أمر عادي وطبيعي في حياة المواطن العادي يحتاجه للتسوق ويعطيه مميزات وخصومات كما يحدث في دول غربية سواء كانت غنية او فقيره هذا يجعل مسألة امتلاك بطاقة يمكن الشراء بها عبر الإنترنت أمر بديهي

فالكل سيمتلك بطاقات بنكية لشراء مستلزمات بيته العادية فيكون سهولة طلب منتج عبر الإنترنت بإستخدام البطاقات أمر سهل

فهو يمتلكها فعلياً ويستطيع استخدامها يحتاج فقط تعلم كيف يستخدمها على المواقع

2- حماية المستهلك

عدم وجود قوانين صارمة لحماية المستهلك عند طلبه سلعة عبر الإنترنت وان كان فيها تلف أو خطأ يكون من السهل استعادتها ويكون هناك قوانين صارمة تتحرك ضد الشركات الكبيرة فتجعلها مهتمة بشكل قوي بتلك الأمور فيكون المستهلك مطمئن للشراء , عدم وجود تلك القوانين او وجودها مع عدم تطبيقها بصرامه هذا يجعل هناك تردد كبير للثقة في التعامل عبر الإنترنت

3- النظر للعملة المحلية

كثير من الدول العربية عملاتها المحلية عملات ضعيفه مقارنة بالعملات العالمية لكن التعامل عبر الإنترنت يكون دائما بعملات عالمية وكذلك أسعار السلع , يظل المشتري يقارن دائما المبلغ بعملته المحلية مما يجعله يتردد في الشراء

وهذا ما لا يحدث في دول غربية فقيرة اما انهم يستخدمون عملات قوية حتى مع فقرهم او انهم فعلياً يستخدمون الدولار كعملة بديلة عن عملتهم فتقبلوا الأمر ولم يعد هناك مقارنة عند الشراء يتعاملون مع الأسعار كما هي هذا مشجع لإتخاذ خطوة الشراء وعدم التفكير والمقارنة الطويلة بين العملات

كيف يمكن تحسين الأمر ؟

علاج الثلاثة أسباب السابقة جزء من العلاج سيكون حكومي بتحسين الثقافة التكنولوجية وادخال التكنولوجيا في كل مكان مهما كان بسيط وجعل استخدام البطاقات البنكية أمر طبيعي استخدامه بشكل يومي , وطبعا مسألة حماية المستهلك

جزء آخر في الناس أنفسهم بتغيير نظرتهم للعملات والمقارنة , فسوق الإنترنت سوق عالمي وليس محلي فلا يجب أن يخضع لتغيرات العملات الكثيرة وعدم استقرارها وكذلك لا يجب ان يخضع للتردد الدائم بسبب المقارنة مع العملة حتى لو كان مستواك المادي ضعيف عندما تتسوق عبر الإنترنت يجب ان تغير نظرتك لما تراه من أسعار حتى تستطيع أخذ قرارات شراء ناجحة كثيراً التردد قد يضيع فرص الحصول على سلع بخصومات جيدة بسبب تلك المقارنة

كيف أبدأ بالشراء عبر الإنترنت ؟

الأمر لم يعد صعب أو متعب كما في السابق

اذهب لأقرب بنك لك أخبر موظف الإستقبال أنك تريد استخراج بطاقة بنكية تمكنك من الشراء عبر الإنترنت

واسأل أيضاً عن بطاقة تكون داعمة لباي بال حيث أنه بنك الكتروني تدعمه أغلب المواقع في البيع والشراء 

قد لا تحتاجه عند شراء منتج من موقع محلي لكنك ستحتاجه عند الشراء من موقع عالمي

ستجد موظف البنك يخبرك بكل الخيارات المتاحة وغالباً ستجد بطاقات كثيرة يمكن استخراجها بسهولة 

حتى بنك باى بال نفسه له دعم فني باللغة العربية كامل ويمكنك التواصل معهم هاتفياً باللغة العربية فالأمر أصبح أسهل كثيراً

أنا شخصياً عندما بدأت أول مرة أتعامل كنت أشعر بثقل وخوف كبير فلو شعرت بهذا , فهذا احساس طبيعي كونها تجربة جديدة عليك

لكن بعد أن تخوضها ستجد أنك أعطيت الأمر أكبر من حجمه , ان أردت أن يكون لك مستقبل على الإنترنت كمدون أو كمستقل

كل هذا سيبدأ مع قدرتك على الشراء من الإنترنت فأنت ستتعامل كمشتري في البداية ثم كمستقل وصاحب منتجات يمكنك الترويج لها لاحقاً 

عملية البيع والشراء عملية دائرية أنت اليوم مشتري من بائع هذا البائع غداً هو مشتري من بائع آخر وذلك البائع الثالث بعد ذلك قد يكون زبون عندك , فلن تستطيع الدخول في تلك العملية كبائع وكمتربح من الإنترنت , إلا ان كنت تنوي أيضاً ان تكون مشتري لمنتجات من الإنترنت 


4تعليقات

تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك , رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها

  1. بارك الله فيك أستاذ
    والله شرح مفيد جدا
    جزاك الله خيرا

    ردحذف
    الردود
    1. وفيك بارك الله أخي منير
      وشكراً على تجاوبك مع الموضوع
      نورت يا غالي

      حذف
  2. ما شاء الله طرح مميز وشامل لهذه المشكلة التي نعاني منها في الوطن العربي وخاصة بلدنا مصر الحبيبة بسبب عدم وجود ثقافة الشراء او الخزف من الاجراءات الكثيرة، في الحقيقة كنت من هذه الفئة حتي قمت بعملية شراء اولي واصبح الموضوع اسهل ما يكون.

    استمر في طرح المذيد من المحتوي الهادف لك مني كل التقدير والود

    ردحذف
    الردود
    1. شاكر لك أستاذ على فحقاً تعليقاتك تثري الموضوع وأسعد بها كثيراً
      نعم أظن أن كسر حاجز الخوف والرهبة من عملية الشراء الأولى هو العقبة الكبيرة
      لكن بمجرد فعل هذا يصبح كل شئ أسهل بعد ذلك
      وبالفعل مصر تحتاج الكثير من كسر هذا الحاجز ولن يحدث هذا إلا بتطوير النظام الإلكتروني للتعامل المالي في الدلوة باكملها
      أظن الأمر الىن بادئ في التطور خصوصاً بعد انتشار خدمات مثل فوري مع الوقت سيصبح الامر أسهل فأسهل ان شاء الله

      حذف